السوشيال ميديا تابعنا علي المنصات المختلفة

ما هو الجنف؟ ومتى يحتاج الجنف إلى عملية؟

العمود الفقري هو الدعامة الأساسية التي تمنح الجسم التوازن والقدرة على الحركة، ويُفترض أن يكون مستقيمًا عند النظر إليه من الخلف، لكن في بعض الأحيان قد يحدث به انحناء جانبي غير طبيعي يُعرف باسم “مرض الجنف”، والذي لا يقتصر تأثيره في المظهر الخارجي للجسم، بل يمكن أن يمتد أيضًا ليؤثر في بعض وظائفه الحيوية كالتنفس، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن ما هو الجنف؟ ومدى خطورته والخيارات العلاجية المتاحة له.

ما هو الجنف؟

الجنف هو انحناء جانبي غير طبيعي للعمود الفقري، ويتخذ فيه العمود الفقري شكل حرف “S” أو “C” عند النظر إليه من الخلف بدلًا من أن يكون مستقيمًا، وقد يصاحب هذا الانحناء بروز أحد جانبي القفص الصدري أو اختلاف مستوى الكتفين والوركين، ويُصنف الجنف إلى عدة أنواع أبرزها مايلي:

اقرا ايضا: مدة عملية الجنف

الجنف مجهول السبب

وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويظهر غالبًا في سن المراهقة، ولا يزال سببه الدقيق غير معروف، لكن يُعتقد أن للعوامل الوراثية لها دور فيه.

الجنف الخلقي

يحدث بسبب عيوب في تكوين فقرات العمود الفقري في أثناء النمو الجنيني.

الجنف العصبي العضلي

ينتج عن حالات تؤثر في الأعصاب والعضلات التي تدعم العمود الفقري، مثل الشلل الدماغي أو ضمور العضلات.

الجنف عند الأطفال والمراهقين

يُكتشف الجنف عند الأطفال والمراهقين غالبًا خلال فترة طفرة النمو السريعة قبل البلوغ، وقد يزداد الانحناء بسرعة خلال تلك المرحلة، وتشمل العلامات التي تستدعي زيارة الطبيب ما يلي:

  • عدم استواء الكتفين فيكون أحدهما أعلى من الآخر.
  • ميلان الرأس وعدم توسطه للجسم.
  • بروز أحد لوحي الكتف.
  • عدم استواء الخصر أو بروز أحد جانبي القفص الصدري عند الانحناء للأمام.

لذا فإن التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة مع الطبيب هو أمر مفروغ منه، لتحديد الخيار العلاجي المناسب وهو ما سنتحدث عنه تفصيليًا في السطور التالية.

اعرف ايضا عن: أفضل دكتور جراحة أطفال

كيفية علاج الجنف

يعتمد علاج مرض الجنف بصورة أساسية على عاملين رئيسيين هما درجة انحناء العمود الفقري وسن المريض، وتشمل العلاجات ما يلي:

  • الدعامات: إذا كان المريض لا يزال في مرحلة النمو وتراوحت درجة الانحناء بين 25 و 45، يوصي الأطباء باستخدام دعامات الظهر (الأحزمة) لوقف تقدم الانحناء حتى اكتمال النمو، وتعد هذه الدعامات فعالة بنسبة كبيرة عند الالتزام بارتدائها لعدد الساعات الموصى به يوميًا.
  • الجراحة: الحالات الشديدة التي يتجاوز فيها الانحناء 45  أو  50 درجة، يصبح التدخل الجراحي هو الخيار الأمثل، والهدف منه تصحيح الانحناء وتثبيت العمود الفقري باستخدام الشرائح والمسامير، لضمان استقامته، مع العلم أن نسبة نجاح عملية الجنف في كثير من الأحيان قد تصل إلى 80%، وقد تتخطى حاجز 90% عند الخضوع إليها في المراحل المبكرة.

وقد لا تحتاج الحالات البسيطة التي يكون فيها الانحناء أقل من 25 درجة إلى علاج، ويكتفي الطبيب بمتابعة الحالة دوريًا من خلال الفحوصات المنتظمة لمراقبة أي تطور، وقد يوصى بالعلاج الطبيعي كعلاج مساعد لجميع المراحل لتحسين قوة العضلات المرتبطة بالعمود الفقري وتعزيز مرونتها.

اقرا عن:نسبة نجاح عملية اعوجاج العمود الفقري للأطفال 

هل الجنف خطير؟

إن الحديث حول خطورة الجنف يعتمد بصورة مباشرة على درجة الانحناء لدى كل مريض، ومن ثم نجد ما يلي:

  • الدرجات البسيطة من الجنف لا تشكل خطرًا على الصحة، ولا تسبب ألمًا أو مضاعفات، وفيها يكتفي بالمراقبة أو العلاج الطبيعي.
  • الدرجات المتوسطة والشديدة -الأكثر من 40-50 درجة- هي الأخطر، وذلك لما قد تسببه من مضاعفات تتمثل فيما يلي:
  • ضيق التنفس نتيجة ضغط الانحناء على الرئتين، مما يقلل من سعة التنفس.
  • تأثير الانحناء في وظيفة القلب في حالات نادرة للغاية، بسبب تشوه القفص الصدري.
  • آلام الظهر المزمنة خاصة عند البالغين المصابين بالجنف التنكسي.

الأسئلة الشائعة

في إطار إجابتنا عن سؤال ما هو الجنف؟ وجدنا عدة أسئلة يبحث عنها الأشخاص المصابين، سوف نجيب عنها تفصيليًا من خلال سطورنا القادمة، وهي:

متى يحتاج الجنف إلى عملية؟

يُوصى عادةً بالتدخل الجراحي عندما تتجاوز زاوية الانحناء 45 إلى 50 درجة، خاصةً إذا كان الانحناء مستمرًا في التفاقم أو إذا كان يسبب ألمًا شديدًا أو يؤثر في وظيفة الرئتين والقلب.

هل يتوقف النمو بعد عملية الجنف؟

على الرغم من أن عملية دمج الفقرات تجعل المنطقة المدمجة متصلبة ولا تزيد في الطول بعد الجراحة، فإن الفقرات غير المدمجة تستمر في النمو، وعليه قد يلاحظ المريض زيادة ملحوظة في الطول بعد العملية نتيجة استقامة العمود الفقري وتصحيح الانحناء.

كم مدة علاج الجنف؟

تعتمد مدة العلاج على شدة الجنف ونوع العلاج الذي يخضع له المريض، فالحالات الخفيفة تتطلب متابعة منتظمة لسنوات، أما عند استخدام الدعامة فقد يستمر  الأمر حتى اكتمال النمو العظمي (عادة سنوات)، وفي حالة الجراحة فإن فترة التعافي الأولية للعودة للأنشطة غير الشاقة تكون خلال 3-6 أسابيع، بينما قد يستغرق التعافي الكامل عدة أشهر.

في النهاية..

في ضوء إجابتنا عن سؤال: ما هو الجنف؟ نجد أن مرض الجنف ليس مرضًا خطيرًا، وذلك بفضل التطورات الهائلة في تقنيات التشخيص والعلاج، إذ أصبح بالإمكان التعامل مع مختلف درجات الانحناء بفاعلية، ومع ذلك يكمن مفتاح نجاح العلاج في التشخيص المبكر واختيار طبيب متخصص في مثل تلك الحالات لضمان الحصول على العلاج المناسب وممارسة الحياة بصورة طبيعية.

ولمزيد من التفاصيل ندعوكم للتواصل مع الدكتور محمد مصطفى حسني