يفرح الأهل بانقضاء فترة الحمل والولادة على خير وولادة طفلهم بأمان وصحة، لكن قد يصابون بالإحباط عندما يدركون معاناته بعض المشكلات التي تمنع نموه على النحو الطبيعي مقارنة بأقرانه من نفس السن، ولعل أشهر تلك المشكلات هي لين العظام عند الرضع.
ترى ما هو مرض لين العظام؟ ولم يصاب به بعض الأطفال دون غيرهم؟ وهل يمكنهم الشفاء التام منه والتمتع بحياة ومستقبل طبيعي؟ هذا ما نناقش إجاباته تفصيلًا في فقرات هذا المقال.
ما هو مرض لين العظام؟
لين العظام أو ما يُعرف بالكساح هو مرض يُضعف عظام الأطفال ويجعلها أكثر هشاشة ومرونة، مما يتسبب في نموها بصورة غير طبيعية وتشوهها أحيانًا، وقد ينعكس ذلك على شكل عظام الجمجمة وفقرات العمود الفقري، كما يؤثر في شكل الطفل وطريقة مشيته وغيرها من الأمور لاحقًا.
اعرف ايضا:مدة علاج لين العظام عند الأطفال
هل تظهر أعراض لين العظام عند الرضع عقب ولادتهم؟
على الأغلب لا تظهر أعراض لين العظام عند الرضع بعد الولادة مباشرة، بينما تتضح بعد عدة أشهر خاصة في الوقت المتوقع خلاله أن يحبو الطفل أو يخطو أولى خطواته، ويعاني الطفل حينئذ أعراضًا مميزة تدل على إصابته بلين العظام، من أبرزها:
- ألم شديد في العظام وضعف في العضلات.
- تقوس الساقين لدى الأطفال القادرين على المشي.
- تقوس المعصمين لدى الأطفال الذين بدأوا في الحبو.
- تسوس الأسنان سريعًا.
- سهولة كسر العظام من أبسط الإصابات.
- تقوس في العمود الفقري.
- انحناء غير طبيعي أو تشوه في شكل الجمجمة.
- تأخر النمو.
ولعل أعراض لين العظام عند الرضع لا تظهر بمحض الصدفة وإنما ترجع إلى وجود بعض الأسباب وعوامل الخطر التي تُضعف عظامهم.
أسباب لين العظام عند الأطفال الرضع | بعضها يتعلق بنمط التغذية والأخر مرضي
يكمن السبب الأساسي لحدوث لين العظام عند الرضع في نقص مستوى فيتامين د لديهم عن معدلاته الطبيعي، وهو عنصر أساسي لامتصاص العناصر الغذائية الأساسية لنمو وصلابة العظام، ألا وهي الكالسيوم والفوسفور.
وعادة ما يكون الرضع أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د نظرًا إلى الأسباب الآتية:
- اعتمادهم على الرضاعة الطبيعية فقط، دون الحصول على مكملات فيتامين د بانتظام.
- عدم تعرضهم لأشعة الشمس فترات كافية.
- معاناتهم بعض الأمراض التي تُقلل من امتصاص فيتامين د داخل أجسامهم مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.
- الإصابة ببعض الأمراض الوراثية التي تؤثر في امتصاص الجسم لفيتامين د والفوسفور.
- ولادتهم قبل الموعد الطبيعي بوزن قليل، ومن ثم لا يمتلكون مخزونًا كافيًا من فيتامين د، لنمو العظام بصورة طبيعية.
- امتلاكهم بشرة داكنة، مما يجعل امتصاص أجسامهم للشمس وتكوين كميات كافية من فيتامين د يستغرق وقتًا أطول.
- إصابتهم بحساسية اللاكتوز، وهي حالة تصيب الأطفال بانتفاخات وإسهال شديد عند تناول منتجات الألبان، وعلاجها هو امتناع الأطفال عن تلك المنتجات، لذا قد يحرم هذا المرض الأطفال من تناول المصادر الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، ويصيبهم بلين العظام.
اعرف ايضا:أشكال لين العظام عند الأطفال
تشخيص لين العظام عند الأطفال وعلاجه
يُشخص لين العظام عند الرضع عادة عندما يشك الأهل في تأخر نمو الطفل مقارنة بأقرانه ويعرضونه على طبيب متخصص في عظام الأطفال، والذي بدوره يُخضعه لبعض الفحوصات، منها:
- الفحص السريري لقوة العظام والعضلات.
- الأشعة السينية.
- فحوصات الدم وأهمها تحليل فيتامين د والكالسيوم.
- تحليل البول.
أما عن أساليب العلاج المحتملة، فالأساس فيها هو منح الطفل جرعات مرتفعة من فيتامين د والكالسيوم لتعويض النقص الموجود في جسمه، علاوة على أساليب إضافية يُحددها الطبيب حسب حالة كل طفل مثل:
- دعم نظامه الغذائي -إذا بدأ بالفعل في تناول الطعام- بأغذية غنية بفيتامين د والكالسيوم مثل الحليب والأسماك الدهنية.
- تعريض الطفل إلى أشعة الشمس فترة كافية يومية لتحفيز جسمه على امتصاص وتكوين فيتامين د.
- ارتداء دعامات العظام أو التدخل الجراحي -إذا لزم الأمر-، لتقويم بعض العظام التي انحنت بالفعل قبل تلقي الطفل للعلاج.
ملحوظة: بالنسبة للرضع المصابين بلين العظام نتيجة مشكلات مرضية أو وراثية، فقد لا يقتصر العلاج على الأساليب السابقة فقط، ولا بد من التعامل مع المشكلة الأساسية أيضًا لتزول أعراض لين العظام ويتمتع الطفل بحياة طبيعية.
اعرف ايضا عن:أفضل دكتور تشوهات عظام اطفال
هل يمكن تفادي لين العظام عند الرضع؟
إذا تحدثنا عن النوع الأكثر شيوعًا من لين العظام وهو المتعلق بنمط التغذية، فالطبع يمكن الوقاية منه من خلال اتباع بعض التعليمات، وهي:
- إعطاء الطفل الجرعة المناسبة من مكمل فيتامين د فور ولادته وذلك حسب توصيات الطبيب.
- دعم النظام الغذائي للطفل لاحقًا بالمصادر الغنية بفيتامين د والكالسيوم مثل الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان والأسماك الدهنية.
- تعريض الطفل يوميًا إلى أشعة الشمس المفيدة خاصة في الساعات الأولى من الصباح.
أما عن الأنواع المتعلقة بالوراثة وأمراض القولون والأمعاء، فلا يمكن منع الإصابة بها، ولكن قد يكون علاجها ممكنًا إذا اكتُشف المرض في مرحلة مبكرة.
في ختام حديثنا عن لين العظام عند الرضع، نجد أنه ليس بالخطورة التي يعتقدها بعض الآباء وأن علاجه بسيط عند اكتشافه في مراحل مبكرة من الإصابة، وحدوثه لأسباب تتعلق بالتغذية والبيئة المحيطة بالطفل.
يمكنكم الحصول على مساعدة أحد أفضل جراحي عظام الأطفال في مصر ومعرفة كيفية حماية أطفالكم من مضاعفات لين العظام، وذلك من خلال حجز استشارة مع الدكتور محمد مصطفي حسني -أستاذ جراحة عظام الأطفال وتقويم التشوهات-، بالاتصال على الأرقام الموضحة أدناه في الموقع الإلكتروني.