يُشجع كثير من الآباء أبنائهم على ممارسة الرياضة في سن صغير مثل كرة القدم والجري، ورغم فوائدها العديدة في دعم صحتهم الجسدية والنفسية، فإن ممارستها بصورة مفرطة قد يُنهك عظامهم التي لازالت في طور النمو ومن ثم تظهر لديهم بعض الإصابات المزعجة وأشهرها بروز نتوء عظمة النمو في الركبة.
في هذا المقال نناقش كافة التفاصيل عن علاج عظمة النمو في الركبة، مع ذكر نبذة بسيطة عن طبيعة هذه الإصابة.
كيف يحدث بروز والتهاب عظمة النمو في الركبة؟
تختلف عظام الأطفال في تكوينها عن عظام الكبار، إذ تحتوي نهايات العظام لديهم على غضاريف لينة تُسمى “مراكز النمو”، وهي مسؤولة عن إنتاج ملايين الخلايا التي تُكوّن العظام وتساعدها على النمو.
ولسوء الحظ قد تتعرض هذه الغضاريف للضغط الزائد والالتهاب، نتيجة ممارسة الأطفال لرياضات عدة بصورة مفرطة أو طريقة غير صحيحة، ما يتسبب في انفصالها جزئيًا أو كليًا عن عظمة القصبة وبروزها للخارج، إضافة إلى التهابها.
وعادة ما يعاني الأطفال أعراضًا مزعجة نتيجة هذا الالتهاب أهمها الألم والتورم وصعوبة الحركة، ولذلك لا بد من حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة حتى لا يتفاقم الأمر.
تعرف على : مركز النمو في الكعب
علاج عظمة النمو في الركبة
يهدف علاج عظمة النمو في الركبة إلى تخفيف الألم الناتج عن التهاب الغضاريف والأربطة، إضافة إلى تخفيف التورم وتحسين نطاق الحركة، ولا شك أن هذا يتحقق باتباع أحد الأساليب الآتية:
الراحة من مسببات الألم
يُقصد بالراحة هنا الامتناع عن ممارسة الرياضات التي تسبب شد في أربطة الركبة ومن ثم بروز نتوء عظمة النمو مثل كرة القدم والجرى، وينصح الطبيب عادة بعدم العودة إلى هذه الرياضات حتى زوال الألم والتورم تمامًا، وعند العودة لا بد من خفض مستوى النشاط حتى لا تتكرر الإصابة مرة أخرى.
ارتداء أربطة ضاغطة أو دعامات للركبة
يُخفف ارتداء الأربطة أو دعامات الركبة الحمل الزائد على مركز النمو بالركبة والأربطة الداعمة لها، ومن ثم يُخفف الألم والالتهاب ويسهم في التعافي سريعًا من هذه الإصابة.
وضع كمادات ثلج على المنطقة المصابة
وهي من الأساليب الفعالة لتخفيف التورم والألم الناتجين عن التهاب عظمة النمو في الركبة، وينصح بوضعها مدة تتراوح ما بين 20 – 30 دقيقة ثلاث مرات يوميًا.
تناول الأدوية المضادة للالتهاب
تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بجرعات مناسبة يُخفف الألم والتورم ومن ثم يُحسن نطاق حركة الركبة لدى الأطفال.
التدخل الجراحي -إذا لزم الأمر-
في بعض الحالات قد تكشف نتائج الفحوصات حدوث انفصال كلي لجزء من عظمة النمو عن عظمة القصبة، وحينئذ لا بد من التدخل جراحيًا لاستئصال هذا الجزء المُنفصل ومن ثم يعود المُصاب إلى حياته الطبيعية دون ألم أو بروز غير طبيعي في الركبة.
انظر ايضا : بروز عظمة القدم عند الأطفال
أسئلة شائعة
واستكمالًا لنهج مقالنا الذي تناول الحديث عن علاج عظمة النمو في الركبة، دعونا نستعرض فيما يلي إجابات بعض الأسئلة الرائجة حول هذا الموضوع.
هل يمكن تجاهل علاج عظمة النمو في الركبة؟
لا يُنصح بتجاهل علاج عظمة النمو في الركبة حتى إذا صرح الأطباء بأن أعراض هذا المرض ستزول من تلقاء نفسها مع نمو الطفل ووصوله عمر 18 عامًا، فتجاهل العلاج يضع الطفل في معاناة طويلة مع الألم وصعوبة الحركة ومن ثم تسوء حالته النفسية ولا يقدر على ممارسة حياته الطبيعية كأقرانه.
ما هي عظمة النمو؟
عظام النمو هي عبارة عن مجموعة من الغضاريف اللينة الموجودة في جميع عظام الجسم، وعادة ما تقع في نهايات العظام الطويلة، وتنتج ملايين من الخلايا المسؤولة عن تكوين العظام، ولذلك هي مسؤولة عن نمو العظام من حيث الطول والعرض.
تبقى هذه الغضاريف في صورة لينة خلال مراحل نمو الطفل، وتتحول إلى عظام صلبة بوصوله إلى سن المراهقة -14 إلى 16 عامًا-.
متى يتوقف العظم عن النمو؟
تختلف الإجابة عن هذا السؤال بين الذكور والإناث، فبالنسبة للذكور يتوقف العظم عن النمو في الطول عادة ببلوغهم سن 19 عامًا، أما عن الإناث فيتوقف عند وصولهم لسن 17 عامًا، ومن الممكن أن تختلف هذه القاعدة قليلًا تبعًا لمستوى هرمون النمو في الجسم والعامل الوراثي وغيرهما من الأمور.
أما عن نمو العظام في العرض فيُقال بأنه يستمر مدى الحياة لتحفيز العظام على الالتئام في حالة الكسور وغيرها من الإصابات، ولكن تختلف كفاءته كلما تقدم الشخص في العمر.
في ختام حديثنا عن علاج عظمة النمو في الركبة، نشير أيضًا إلى احتمالية حدوث إصابات أخرى في عظمة النمو مثل الكسور، لذا إذا رغبتم معرفة مزيد من التفاصيل عن العلاج في هذه الحالات، يمكنكم استشارة الدكتور محمد مصطفى حسني -استشاري جراحة عظام الأطفال وتصحيح التشوهات الخلقية-.
للحجز والاستفسار عن المواعيد يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
اقرا المزيد عن :