متلازمة التقزم عند الأطفال هي حالة طبية تؤدي إلى قصر القامة بصورة غير طبيعية، وتنتج عن عوامل وراثية، أو اضطرابات هرمونية، أو حتى مشكلات صحية مزمنة تؤثر في قدرة الجسم على النمو بصورة طبيعية، والسؤال هنا هل يوجد علاج لمرض التقزم؟
بالطبع يوجد، غير أنه لا يمكن دائمًا علاج التقزم بصورة كاملة، ومن خلال العديد من السُبل العلاجية يستطيع الطبيب تخفيف الأعراض المرتبطة به، مثل تشوهات العظام أو تأخر التطور الحركي لديهم.
تابع القراءة لمعرفة علاج التقزم عند الأطفال، ومتى يتم اكتشاف التقزم.
ما هو التقزم؟
قبل التعرف على علاج التقزم عند الأطفال التقزم هو اضطراب في النمو يتسبب في قصر القامة بصورة ملحوظة مقارنة بالأطفال الآخرين من نفس العمر والجنس، ويُعد الأطفال الذين يعانون التقزم عرضة لمشكلات صحية إضافية، مثل تشوهات في العظام وتأخر في الحركة واضطرابات صحية أخرى.
وقد تكتشف القزامة عند الولادة، أو تظهر أعراضها في فترة الطفولة المبكرة، وبعض الحالات تظهر أعراضها بصورة أوضح في فترة ما قبل البلوغ، ويوجد نوعان رئيسيان من التقزم، هما:
التقزم المتناسب
يكون الجسم كله صغيرًا بصورة متساوية وبالمقارنة مع الآخرين يظهر الطول أقل من الطبيعي، وغالبًا ما يكون هذا النوع ناتجًا عن مشكلات صحية تؤثر في النمو العام للجسم مثل نقص هرمون النمو أو سوء التغذية.
التقزم غير المتناسب
يحدث هذا النوع من التقزم عندما تكون بعض أجزاء الجسم، مثل الذراعين أو الساقين، أقصر من أجزاء أخرى.
اقرا ايضا : أفضل دكتور عظام أطفال في مصر
كيف يمكن علاج التقزم عند الأطفال؟
تتعدد سُبل علاج التقزم عند الأطفال، وتشمل ما يلي:
العلاج بهرمون النمو
العلاج بهرمون النمو هو واحد من العلاجات الأكثر شيوعًا للأطفال القزّم الذين يعانون نقصًا في هرمون النمو، أو مشكلات في الغدد الصماء التي تؤثر في الطول، ويساعد هذا العلاج في تعويض هرمون النمو الطبيعي الذي يفرزه الجسم وتحفيز نمو العظام والعضلات، ويؤدي إلى زيادة ملحوظة في طول الطفل، ولكنه لا يمكن أن يوصل الطفل إلى الطول الطبيعي دائمًا.
ويُعطى هرمون النمو بصورة يومية أو عدة مرات في الأسبوع عن طريق الحقن تحت الجلد، ثم يتابع الطبيب الطفل بانتظام لضمان فعالية العلاج وتحديد الجرعة المناسبة، وقد يستمر العلاج لعدة سنوات اعتمادًا على مدى استجابة الطفل له.
اقرا ايضا : مركز النمو في الكعب
الجراحة لتصحيح تشوهات العظام
في حالات التقزم الناتجة عن مشكلات في الهيكل العظمي، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لتصحيح تشوهات العظام وتحسين حركة الطفل، إذ تهدف إلى تقويم العظام أو تمديد الأطراف لزيادة الطول، وتشمل أنواعه ما يلي:
- عملية تمديد العظام: تُستخدم هذه العملية لزيادة طول العظام من خلال إطالة الأطراف باستخدام أجهزة تثبيت خارجية، وتُعد هذه العملية معقدة وتتطلب وقتًا طويلًا للتعافي، إذ تتمدد العظام ببطء على مدى شهور.
- تصحيح الانحناءات أو التشوهات: وتُساعد إذا كان الطفل يعاني انحناءات غير طبيعية في العظام مثل انحناء الساقين أو مشكلات في العمود الفقري.
ولكن كأي عملية جراحية، توجد مخاطر عديدة عند الخضوع لجراحة لعلاج التقزم، مثل العدوى، ومشكلات في التئام العظام، والآلام.
العلاج الطبيعي
يلعب العلاج الطبيعي دورًا كبيرًا في علاج التقزم عند الأطفال، سواء كان التقزم متناسبًا أو غير متناسب، والهدف من العلاج الطبيعي هو تعزيز القوة العضلية وتحسين المرونة، وتطوير القدرات الحركية للطفل.
ويتضمن العلاج الطبيعي أداء تمارين يومية مخصصة لتحسين القوة والتوازن، وتجنب أي مضاعفات ناتجة عن قصر القامة أو تشوهات العظام، وغالبًا ما يبدأ الأطفال بجلسات العلاج الطبيعي في سن مبكرة لتعزيز تطورهم الحركي.
اقرا ايضا : التهاب عظمة النمو في الركبة
العلاج الدوائي
قد يحتاج الأطفال الذين يعانون التقزم إلى تناول أدوية معينة، لتعويض النقص الهرموني الذي يعانوه وتحسين نموهم، مثل نقص هرمون الغدة الدرقية.
التغذية
يلعب النظام الغذائي الصحي دورًا مهمًا في علاج التقزم عند الأطفال، إذ يجب أن يحصل الطفل على التغذية السليمة التي تحتوي على البروتينات والكالسيوم والفيتامينات مثل فيتامين (د)، وقد يوصي الطبيب بمكملات غذائية لضمان حصول الطفل على العناصر الضرورية، لتعزيز نمو العظام والعضلات.
الدعم النفسي والاجتماعي
يواجه الأطفال الذين يعانون التقزم مشكلات نفسية معقدة، لذا من المهم تقديم الدعم النفسي حتى يتكيفوا مع حالتهم، من خلال جلسات الدعم النفسي وتشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية، وتلعب الأسرة أيضًا دورًا مهمًا في علاج التقزم عند الأطفال بتقديم الحب والتفهم، وجعله يشعر بالقبول.
تعرف على : أضرار عملية زيادة الطول
أسئلة شائعة
إليك بعض الأسئلة الشائعة المتعلقة بمرض التقزم عند الأطفال:
كيف أعرف أن طفلي من الأقزام؟
من المهم مراقبة طول الطفل ومقارنته بالأطفال الآخرين في نفس عمره وجنسه، فإذا كان طوله أقل بكثير من المعدلات الطبيعية وبدأت تلاحظ بطءًا في نموه مقارنة بأقرانه، فقد تكون هذه إشارة على وجود مشكلة في النمو.
لذا يُنصح باستشارة طبيب الأطفال في حال لاحظت قصرًا مفرطًا أو تشوهات في شكل الجسم، إذ يمكن للطبيب إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني التقزم.
ما الفرق بين قصر القامة والتقزم؟
قصر القامة هو انخفاض طول الطفل عن المعدلات الطبيعية لفئته العمرية، وقد يكون الأمر طبيعيًا ولا يرتبط بمشكلات صحية كبيرة، ويرجع لعوامل وراثية دون وجود اضطراب في النمو.
أما التقزم هو قصر قامة ناتج عن اضطراب في النمو، سواء كان وراثيًا أو نتيجة مشكلة هرمونية أو صحية أخرى، ويترافق مع أعراض وتشوهات جسدية أخرى مثل تشوهات العظام أو تأخر في الحركة، ويحتاج إلى سبل علاج التقزم عند الأطفال المذكورة سابقًا.
كيف أعالج قصر القامة عند الأطفال؟
يعتمد علاج قصر القامة على السبب الأساسي، فإذا كان ناتجًا عن نقص في هرمون النمو، أمكن اللجوء إلى العلاج الهرموني لتعويض هذا النقص، وإذا كان قصر القامة وراثيًا ولا يرتبط بمشكلات صحية أخرى، فقد لا يكون هناك حاجة إلى علاج التقزم عند الأطفال.
التقزم من طول كم؟
يكون الطفل قزمًا إذا كان طوله أقل بنسبة 20% على الأقل من المعدل الطبيعي لعمره وجنسه، وفي مرحلة البلوغ، يُعد الفرد قزمًا إذا كان طوله أقل من 122 سنتيمترًا.
إن رغبت في علاج التقزم عند الأطفال، تستطيع الآن استشارة الدكتور محمد الحسيني -جرّاح المخ والأعصاب والعمود الفقري- المتخصص في علاج قصر القامة، عن طريق إجراء الجراحات الآتية:
- دمج فقرات العمود الفقري بهدف تثبيت الفقرات لمنع انحنائها والحفاظ على استقامة العمود الفقري.
- توسيع القناة الشوكية: في حال ضغط الفقرات على الحبل الشوكي لدى مرضى التقزم، يزيل الدكتور محمد الحسيني بعض العظام لتوسيع القناة الشوكية وتخفيف الضغط.
اقرا ايضا : أفضل دكتور لعلاج قصر القامة للأطفال
وللحصول على استشارة طبية أو بدء العلاج، يمكنك التواصل مع الدكتور محمد الحسيني وحجز موعدك بالاتصال على الأرقام المتوفرة على الموقع الإلكتروني.