يتسلل الخوف والقلق إلى قلوب الآباء عند تلقيهم خبر محزن يُغير مجرى حياتهم، ألا وهو تشخيص طفلهم بضمور المخ، في تلك اللحظة يتردد في ذهنهم عديد من التساؤلات حول مدى تأثير هذا المرض في حياة صغيرهم.
يؤدي الضمور إلى تقلص حجم المخ؛ نتيجة تلف وموت الخلايا العصبية وفقدان التواصل بينها، فما الأسباب المؤدية لذلك؟!
نتعرف معًا إلى أعراض ضمور المخ عند الأطفال وأسبابه وطرق علاجه خلال فقرات مقالنا اليوم، كما نُجيبكم عن أهم الأسئلة الشائعة التي تدور في أذهان الآباء حول هذا المرض.
أعراض ضمور المخ عند الأطفال لا يُستهان بها
ينقسم ضمور المخ عند الأطفال إلى نوعين تبعًا لحجم الجزء المُتضرر كالآتي:
- ضمور المخ الجزئي: يُصيب الضمور منطقة مُحددة فقط من المخ، ما يؤثر في وظائف تلك المنطقة فقط.
- ضمور المخ الكُلي: يمتد الضرر إلى خلايا المخ بأكملها، الأمر الذي يؤدي إلى خلل في عديد من وظائفه الحيوية.
واستنادًا لما سبق، تختلف أعراض ضمور المخ وفقًا لنوع الضمور، وتبدأ هذه الأعراض في الظهور واضحةً مع زيادة نمو الطفل وتطوره، وتشمل ما يلي:
- تأخر الكلام.
- صعوبة في الفهم والإدراك.
- ضعف الذاكرة.
- فقدان الوعي.
- صعوبة في التحكم بعضلات الجسم.
- خلل في التركيز.
- فقدان القدرة على التوازن في أثناء المشي.
- شلل نصفي أو رُباعي.
اقرا ايضا : أعراض ضمور المخ البسيط عند الرضع
أسباب ضمور المخ عند الأطفال
في حالة الإصابة بالضمور، تفقد الخلايا العصبية بالمخ قدرتها على أداء وظيفتها الحيوية كما ينبغي، وذلك نتيجة لعدّة أسباب، من أهمها:
- العوامل الوراثية من أبرز الأسباب المؤدية إلى الإصابة بضمور المخ.
- تعرّض الأم خاصةً خلال الثلث الأول من الحمل إلى الإشعاع.
- انقطاع الأوكسجين عن الطفل في أثناء الولادة.
- تناول الأم بعض الأدوية، بما تتضمن أدوية علاج كهرباء المخ التي تؤدي إلى حدوث خلل في تكوين الجهاز العصبي المركزي للطفل.
- إصابة الطفل بنوبات كهربية مُتكررة غير مُعالَجة.
- مُعاناة مُشكلات أخرى في القلب تؤدي إلى نقص الأوكسجين المُغذي للمخ مؤقتًا، مثل الإصابة بثقب في القلب.
- إصابات الرأس الشديدة التي يتعرض إليها الطفل في أثناء اللعب أو الحوادث.
- استسقاء المخ (وهي حالة طبية تؤدي إلى تراكم السوائل داخل المخ والتي بدورها تضغط على الخلايا العصبية وتُسبب تلفها ومن ثمَّ ضمورها).
- سوء التغذية عند الأطفال قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض صحية خطيرة، من ضمنها ضمور المخ.
قد تود قراءة : علاج الشلل الدماغي عند الأطفال
طُرق تشخيص ضمور المخ عند الأطفال
يستطيع الطبيب من خلال بعض الفحوصات التشخيصية تحديد نوع ضمور المخ المُصاب به الطفل ومدى تأثيره في وظائفه الحيوية، وتتضمن هذه الفحوصات ما يلي:
- الفحص البدني الذي يتضمن سؤال الأبوين عن موعد ظهور أعراض الضمور لأول مرة ومعدل تكرارها والتاريخ المرضي العائلي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الأشعة المقطعية.
- فحوصات الدم لاستبعاد العوامل الوراثية وسوء التغذية المُسببين لضمور المخ.
انظر ايضا : أعراض ضمور المخ عند الأطفال
وسائل علاج ضمور المخ عند الأطفال
تهدف جميع وسائل علاج ضمور المخ عند الأطفال إلى تحسين حالة الطفل وعلاج المُسبب الرئيسي لهذا المرض قدر الإمكان كالآتي:
- وضع نظام غذائي صحي ملائم لحالة الطفل إذا كان الضمور ناتجًا عن سوء التغذية.
- تناول بعض الأدوية لتخفيف أعراض ضمور المخ عند الأطفال، مثل ضعف الذاكرة.
- العلاج الطبيعي لتعزيز معدل حركة الطفل ومُساعدته على أداء الأنشطة اليومية البسيطة بمفرده.
- جلسات التخاطب التي تُسهم في علاج تأخر الكلام وزيادة القدرة على الفهم والإدراك.
- الخضوع للجراحة في حال الإصابة باستسقاء المخ، للتخلص من السوائل الزائدة التي تضغط على الخلايا العصبية وتُدمرها.
تعرف على : حالات شفيت من الشلل الدماغي
أسئلة شائعة حول ضمور المخ عند الأطفال
نوضح لكم فيما يلي إجابات الأسئلة الشائعة التي تتردد في أذهان أولياء الأمور عن ضمور المخ عند الأطفال.
هل يمكن الشفاء من ضمور الدماغ عند الأطفال نهائيًا؟
نسبة الشفاء من ضمور المخ عند الأطفال تعتمد على سبب الإصابة وعمر الطفل، فهناك أسباب إذا عُولجت بطريقة صحيحة تتحسن الحالة مع مرور الوقت كما لو أن الطفل وُلدَ طبيعيًا.
فضلًا على ذلك، تزداد نسبة الشفاء من ضمور المخ في حال تلقي الطفل العلاج الملائم في سن مُبكرة.
وفي هذا الصدد ننصح الآباء بالانتباه جيدًا إلى حالة طفلهم والذهاب فورًا إلى الطبيب عند مُلاحظة أعراض ضمور المخ المذكورة أعلاه عليه؛ حتى يخضع للتشخيص الدقيق والعلاج في أسرع وقت ممكن.
تعرف على : درجات ضمور المخ عند الأطفال
هل تتجدد خلايا المخ عند الأطفال؟
لا، فما فُقد من خلايا المخ نتيجة الإصابة بالضمور لا يُعوض مرة أخرى؛ لأن الخلايا العصبية ليست لديها القدرة على الانقسام والتجدد، لكن يُمكن السيطرة على أعراض هذا المرض من خلال الالتزام بالخطة العلاجية المناسبة حتى تتحسن حالة الطفل ويُواصل حياته براحة.
انظر ايضا : ضمور المخ عند الرضع
متى يبان ضمور المخ عند الجنين؟
يمكن الكشف عن ضمور المخ لدى الجنين باستخدام السونار بعد الأسبوع الرابع عشر من الحمل؛ إذ تبدأ ملامح الدماغ في الظهور بوضوح أكبر في التصوير.
وفي ختام مقالنا عن ضمور المخ عند الأطفال، نوّد أن نبعث الأمل والاطمئنان في نفوس الآباء بأن هذه الحالة يُمكن الشفاء منها بنسبة كبيرة إذا خضع الطفل للعلاج سريعًا خلال الأشهر الأولى من حياته تحت إشراف طبيب متمرس وخبير في هذا المجال.
لحجز موعد لطفلك مع الدكتور محمد مصطفى حسني -استشاري جراحات العظام وتقويم التشوهات في الأطفال-، تواصلوا معنا عبر الأرقام الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني.
اقرا المزيد عن :