عندما يتلقى الأهل خبر إصابة طفلهم بضمور المخ، تتقافز مشاعر القلق والخوف إلى قلوبهم، ما يدفعهم للبحث المكثف عن كل ما يتعلق بضمور المخ عند الأطفال لفهم أبعاده بصورة أعمق.
في هذا المقال، سنستعرض درجات ضمور المخ عند الأطفال، ونجيب عن أبرز الأسئلة التي قد تخطر ببال الأهل حول هذه المشكلة الحساسة.
ماذا يعني ضمور المخ؟
يشير ضمور المخ عند الأطفال إلى فقدانه بعضًا من خلاياه، ما يؤدي إلى انكماش حجمه وتأثر عدة وظائف بالجسم بصورة سلبية، وتختلف طبيعة التأثر باختلاف نوع الضمور، والذي يمكن تصنيفه إلى:
ضمور المخ البؤري
وهو فقدان الخلايا في مناطق معينة من المخ، مؤثرًا في الوظائف المرتبطة بهذه المناطق المتضررة، فعلى سبيل المثال الضمور في مراكز الحركة قد يؤدي إلى غياب التناسق العضلي العصبي ومن ثم مواجهة صعوبات في الحركة، بينما يتسبب الضمور في الفص الجبهي الأمامي في ظهور تغييرات سلوكية وتحديات في التفكير بصورة سليمة، علاوةً على ضعف الذاكرة.
ضمور المخ الكلي
يشير الضمور الكلي إلى فقدان الخلايا العصبية في مناطق مختلفة بالمخ، ومن ثم يمتد تأثيره ليشمل عدة وظائف، مثل الذاكرة، والتفكير، والحركة.
وسواء كان ضمور المخ جزئيًا أو كليًا، فقد قسمه المتخصصون إلى عدة درجات نتحدث عنها بالتفصيل فيما يلي.
تعرف على : أعراض ضمور المخ البسيط عند الرضع
ما درجات ضمور المخ عند الأطفال؟
تُقيَّم درجة ضمور المخ باستخدام مقياس يُعرف بمقياس باسكوير (Pasquier scale)، وهو مقياس عالمي يقيس معدل ضمور قشرة المخ عن طريق تقييم الضمور في 13 منطقة من المخ، معطيًا نتيجة تعكس درجة الضمور في المخ بالكامل؛ مما يساعد في فهم الحالة الصحية للطفل ومدى تأثير الضمور على وظائف الجسم.
وتشمل درجات ضمور المخ عند الأطفال تبعًا لمقياس باسكوير الآتي:
- درجة 0، و هي اولى درجات ضمور المخ عند الأطفال وتشير إلى حجم طبيعي للمخ بدون ضمور.
- درجة 1، وتتسم بضمور بسيط مع فتحة في الأتلام (التجاويف والتعريجات الموجود بصورة طبيعية في نسيج المخ).
- درجة 2، وتدل على ضمور متوسط مع تقلص حجم تلافيف المخ.
- درجة 3، وتعتبر اشد درجات ضمور المخ عند الأطفال و تمثل الضمور الشديد للمخ مع تراجع واضح في حجمه.
قد تود قراءة : حالات شفيت من الشلل الدماغي
أنواع الشلل الحركي الناتج عن درجات ضمور المخ المختلفة
بعد التعرف على درجات ضمور المخ عند الأطفال ينقسم الشلل الحركي الناتج عن ضمور المخ والمعروف أيضًا بالشلل الدماغي إلى عدة أنواع بناءً على الأعراض والمناطق المتضررة في الدماغ، وتتضمن هذه الأنواع الآتي:
الشلل الدماغي التشنجي
ويعد أكثر الأنواع شيوعًا، إذ يمثل 70 إلى 80% من الحالات، ويتسم بتيبس العضلات وصعوبة الحركة، ويمكن تقسيمه إلى:
- شلل نصفي، وهو ما يؤثر في جانب واحد من الجسم.
- شلل ثنائي، وعادةً يسلب الأطراف السفلية قدرتها على الحركة.
- شلل رباعي، ويؤثر في الأطراف العلوية والسفلية معًا.
الشلل الدماغي مختل الحركة
يتضمن هذا النوع ظهور حركات لا إرادية وغير منتظمة، ومن ثم يواجه الأطفال صعوبة في التحكم بالحركة ما يؤثر في قدرتهم على المشي.
الشلل الدماغي الرنحي
وهو نوع نادر الحدوث، ويتسم بفقدان الطفل قدرته على التوازن وتنسيق الحركة.
الشلل الدماغي المختلط
يجمع بين أعراض صور الشلل الدماغي المختلفة، إذ يعاني الطفل مزيجًا من التشنجات والحركات اللاإرادية وصعوبات في المشي.
انظر ايضا : علاج الشلل الدماغي عند الأطفال
كيفية التعامل مع طفل الشلل الدماغي
بعد التعرف على درجات ضمور المخ عند الأطفال يتطلب التعامل مع طفل الشلل الدماغي الكثير من الفهم والوعي وكذلك الصبر والرعاية الخاصة لضمان نموه وتطوره بصورة سليمة، ومن أهم النصائح والطرق التي يمكن اتباعها ما يلي:
المتابعة الطبية الدورية
إن التدخل الطبي المبكر وتحديد درجات ضمور المخ عند الطفل أمر بالغ الأهمية؛ وذلك لوضع خطة علاجية مناسبة والالتزام بها.
وينبغي على الآباء الحرص على متابعة حالة الطفل بانتظام مع طبيب عظام أطفال ذي خبرة في مثل هذه الحالات لتقديم التوجيهات اللازمة حول العلاج والتطورات المتوقعة.
بالإضافة إلى المتابعة الدورية مع طبيب أعصاب أطفال، إذ يتطلب هذا المرض تكامل عدة تخصصات لتحقيق أفضل النتائج.
اقرا ايضا : أعراض ضمور المخ عند الأطفال
العلاج الطبيعي
يعد العلاج الطبيعي جزءًا أساسيًا من رعاية الطفل المصاب بضمور المخ، لدوره الحيوي في تحسين قوة العضلات والتوازن وتنسيق الحركات، ومن الضروري الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي المستمرة تحت إشراف مختص، بالإضافة إلى أهمية تعلم الآباء كيفية دمج التمارين الحركية في الأنشطة اليومية لمساعدة الطفل على تحسين قدراته الحركية.
الدعم الأسري
ينبغي تقديم الدعم المناسب للطفل وتهيئة بيئة إيجابية لتعزيز ثقته بنفسه وتحسين قدرته على التكيف ومنع شعوره بالعزلة.
انظر ايضا : علاج ضمور المخ عند الاطفال
أسئلة شائعة
بعد معرفة انواع و درجات ضمور المخ عند الأطفال إليك أكثر الأسئلة شيوعًا حول ضمور المخ عند الأطفال:
كيف أعرف نسبة ضمور المخ للأطفال؟
يُستخدم مقياس باسكوير لتحديد نسبة ضمور المخ عند الأطفال، وهو أداة فعالة ودقيقة لتقييم درجة الضمور في 13 منطقة مختلفة من المخ، ويعتمد على إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية لضمان دقة التقييم، وتشمل الأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
انظر ايضا : ضمور المخ عند الرضع
متى يكتمل نمو الدماغ عند الطفل؟
يكون تطور الدماغ عند الأطفال سريعًا في مرحلة الطفولة المبكرة، ويصل إلى 90% من حجمه النهائي خلال الخمس أو الست سنوات الأولى من العمر تقريبًا، ويكتمل نموه في عمر العشرينات.
هل يمكن علاج ضمور المخ عند الأطفال؟
بالرغم من عدم وجود علاج نهائي لضمور المخ، تتوفر عدة خيارات تساعد في تحسين جودة حياة الطفل، وتقليل تأثير الأعراض، ولذلك من الضروري استشارة فريق طبي متكامل لتحديد الخطة العلاجية المناسبة لكل طفل.
وبهذا نكون أوضحنا أهم التفاصيل الطبية حول درجات ضمور المخ عند الأطفال، سائلين الله العافية والسلامة لجميع أطفالنا.
لمزيد من الاستفسارات، يمكنكم التواصل مع الدكتور محمد مصطفى حسني – أستاذ جراحة عظام الأطفال وتقويم التشوهات- عبر الأرقام الموضحة المتاحة على موقعنا الإلكتروني.
اقرا المزيد عن :