تقوس الساقين عند الأطفال هو مشكلة شائعة تصيب العديد من الصغار، الأمر الذي يمثل مصدر قلق للأهل بسبب مظهر انحناء عظام الساقين الذي قد يؤثر في قدرة أطفالهم على المشي فيما بعد.
وتتفاوت درجات تقوس الساقين عند الأطفال تبعًا لشدة الحالة ومدى تأثيرها في الحركة، لذا يعتمد نجاح علاج التقوس عند الأطفال بصورة أساسية على التشخيص الدقيق لمعرفة درجته ووضع خطة العلاج المناسبة.
في هذه المقالة، سنتعرف إلى درجات تقوس الساقين عند الأطفال بالتفصيل وكيفية تشخيصها كل منها، فتابع القراءة.
أنواع تقوس الساقين وفقًا لطبيعة الانحناء
في الواقع، هناك درجة طبيعية من درجات تقوس الساقين عند الأطفال تظهر لدى العديد منهم في فترة ما بعد الولادة، والتي ترجع إلى التواء عظام الجنين قليلًا لتتناسب مع المساحة المتاحة للنمو داخل الرحم، ويعرف ذلك باسم “تقوس الساقين الفسيولوجي” أو “تقوس الساقين الخفيف”.
بينما يعني تقوس الساقين المَرَضي انحنائها بدرجة أكبر من النسبة الطبيعية جهة الداخل أو الخارج؛ ومن ثم يُقسم التقوس تبعًا لشكله إلى نوعين رئيسيين، هما:
التقوس الخارجي (Genu Varum)
تنحني الساقين في هذا النوع من التقوس نحو الخارج عند الوقوف، بحيث تبقى المسافة بين الركبتين واسعة بينما يكون الكاحلان قريبين من بعضهما.
التقوس الداخلي(Genu Valgum)
بعكس النوع الأول، تتقوس الساقين للداخل Genu Valgum فتكون الركبتان قريبتين من بعضهما البعض بينما توجد مسافة كبيرة بين الكاحلين عند الوقوف.
اقرا ايضا : عملية استعدال تقوس الساقين
ما درجات تقوس الساقين عند الأطفال؟
تتباين درجات تقوس الساقين عند الأطفال تبعًا لشدة الانحناء، ومن ثم صنفها المتخصصون إلى مستويات ثلاثة، هي:
تقوس الساقين الخفيف
في هذه الحالة، يكون الانحناء بسيطًا ولا يسبب صعوبة في المشي أو أي أعراض أخرى، وغالباً ما يختفي تلقائيًا مع مرور الوقت والنمو الطبيعي للطفل.
أما إذا بدا التقوس ملحوظًا بدرجة كبيرة، أو استمر لفترة طويلة تتجاوز السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل، وظهرت عليه بعض الأعراض، مثل صعوبة المشي والاتزان، فهنا نحن نتحدث عن مرض تقوس الساقين الذي يستدعي التدخل الطبي والخضوع للتشخيص والعلاج.
ويمكننا تقسيم درجات تقوس الساقين عند الأطفال في هذه الحالة إلى:
تقوس الساقين المتوسط
وفيه يكون الانحناء أكثر وضوحاً مقارنةً بالنوع الأول، إذ تتراوح المسافة بين الركبتين بين 7 إلى 15 سنتيمترًا ويواجه في إثرها الطفل بعض الصعوبة في المشي فضلًا على قِصَر خطوته.
تقوس الساقين الشديد
يتسبب الانحناء الشديد في تعثر الطفل بصورة واضحة عند الحركة وقد يكون الأمر مصحوبًا بالألم أحيانًا، وتحتاج هذه الدرجة من التقوس إلى تدخل علاجي مكثف، وقد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات.
تعرف على : تقوس الساقين عند الأطفال بالصور
أسباب تقوس الساقين عند الأطفال
تتعدد أسباب ظهور تقوس الساقين عند الأطفال، ومن أبرزها:
سوء التغذية
يؤدي نقص بعض العناصر الهامة مثل الكالسيوم وفيتامين د إلى ضعف العظام ولينها؛ مما يجعلها أكثر عرضة للانحناء، الأمر الذي ينبغي تداركه قبل أن يتحول إلى حالة مَرَضية تُعرف بالكساح.
العوامل الوراثية
إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يمتلك تاريخًا طبيًا للإصابة بالتقوس، فقد تنتقل الجينات المسؤولة عن هذه المشكلة إلى الأبناء.
اقرا ايضا : أسباب تقوس الساقين
وضعيات النوم والجلوس
قد يؤثر جلوس الأطفال بوضعيات خاطئة مثل وضعية “W” لفترات طويلة في استقامة عظام الساقين ويزيد من خطر تقوسها بمرور الوقت.
زيادة الوزن أو السمنة المفرطة
يشكل الوزن الزائد ضغطًا قويًا على عظام الساقين مما يساهم في زيادة خطر تقوسها.
الإصابة بأحد الأمراض المؤثرة في صلابة العظام
هناك بعض الأمراض التي من شأنها أن تسلب العظام قوتها، مثل مرض بلونت، وهو اضطراب يؤثر سلبًا في نمو العظام ودرجة صلابتها، وتحديدًا قصبة الساق؛ ما يؤدي إلى تقوسها.
انظر ايضا : علاج تقوس الساقين عند البنات
كيفية تشخيص تقوس الساقين
بعد الفحص البدني وملاحظة شكل الساقين عند الوقوف، عادةً ما يحدد الأطباء درجات تقوس الساقين عند الأطفال من خلال الاطلاع على نتائج الفحوصات التشخيصية، والتي تشمل:
- الأشعة السينية، وتساعد في تحديد مدى انحناء العظام والتعرف إلى العوامل المتسببة في ذلك، مثل وجود أي تلف أو نقص الكالسيوم.
- اختبارات الدم؛ للتأكد من نسبة فيتامين د ومستويات الكالسيوم والفوسفور، خاصةً في حالات التقوس الناجم عن سوء التغذية.
طرق علاج تقوس الساقين عند الأطفال
كما أشرنا فإن تحديد درجات تقوس الساقين عند الأطفال ومعرفة أسبابه يلعبا دورًا هامًا في اختيار طريقة العلاج المناسبة، وبصورة عامة تشمل خيارات علاج تقوس الساقين للاطفال الاتي:
العلاج الدوائي
في حالة نقص فيتامين د أو الكالسيوم، يصف الطبيب مكملات غذائية لتعويض الجسم وتعزيز صحة العظام.
العلاج الطبيعي
التمارين العلاجية تهدف إلى تقوية عضلات الساقين وتحسين مرونتها؛ ما يساعد في تصحيح الانحناء في الحالات الخفيفة والمتوسطة.
الدعم الساقين
يمكن استخدام أجهزة دعم الساقين مثل الجبائر الطبية للمساعدة في توجيه نمو العظام بصورة صحيحة.
الجراحة
في الحالات الشديدة، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لتقويم العظام، وذلك من خلال قص جزء من العظم وتصحيحه للوصول إلى الشكل الطبيعي للساق.
قد تود قراءة : الوقاية من تقوس الساقين عند الرضع
كم تبلغ نسبة نجاح عملية تقوس الساقين؟
تعتمد تحديد نسبة نجاح عملية تقوس الساقين بدقة على عدة عوامل، منها:
- عمر الطفل.
- درجة التقوس.
- خبرة الجراح.
وفي العموم، تحقق العملية نجاحًا كبيرًا تصل نسبته إلى حوالي 90% إذا أُجريت في الوقت المناسب، وتزيد احتمالية نجاح العملية كلما التزم الأهل بتعليمات الطبيب بعد الجراحة، بما في ذلك جلسات العلاج الطبيعي.
إلى هنا ينتهي حديثنا عن درجات تقوس الساقين عند الأطفال، وطرق تشخيصها وعلاجها، وفيما يلي نجيب عن أهم الأسئلة الشائعة في هذا الصدد.
تعرف على : تجربتي مع عملية تقوس الساقين
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يختفي تقوس الساقين مع الوقت دون علاج؟
قد يتلاشى تقوس الساقين مع نمو الطفل، لكن الحالات المتوسطة والشديدة -كما وضحنا في المقال- تحتاج إلى متابعة طبية مبكرة لتجنب أي مضاعفات.
هل يؤثر التقوس في نشاطات الطفل الرياضية؟
في الحقيقة نعم، التقوس الشديد قد يعيق الطفل عن ممارسة الأنشطة الرياضية بسبب الشعور بالألم أو صعوبة تحقيق التوازن.
هل يؤثر تقوس الساقين في تطور الطفل؟
إذا تُرك الطفل دون علاج، قد يؤدي التقوس الشديد إلى مشكلات في المشي وآلام مزمنة، مما قد يؤثر على جودة الحياة العامة للطفل.
وفي النهاية نخلص إلى أن جميع درجات تقوس الساقين عند الأطفال تستدعي زيارة الطبيب للتشخيص و يفضل عند أفضل دكتور عظام اطفال في مصر والمتابعة مبكرًا تجنبًا للمضاعفات.
إذا كنت تشك في إصابة ساقيّ طفلك بالتقوس بادر بعرضه على الدكتور محمد مصطفى حسني لفحصه بدقة والاطمئنان على حالته.
اقرا ايضا :