رغم أن لحظة ولادة الطفل واحدة من أسعد اللحظات في حياة الأبوين، قد تحمل معها تحديات كبيرة غير متوقعة عندما يكتشفان أن طفلهما مصابًا بالصلب المشقوق (عيب خلقي يؤثر في العمود الفقري والحبل الشوكي).
وعندها قد تتبدل لحظات السعادة بقلق وتوتر وتتبادر تساؤلات عديدة إلى أذهانهم، منها: هل سيشفى طفلي؟ هل من حالات شفيت من الصلب المشقوق من قبل؟ هل سيتمكن طفلي من اللعب والمشي مع أقرانه؟ في مقالنا التالي سوف نجيب عن كل هذه الأسئلة.
هل من حالات شفيت من الصلب المشقوق من قبل؟
الصلب المشقوق ليس مرضًا يمكن الشفاء منه تمامًا، بل هو حالة طبية يمكن التحكم بها والسيطرة عليها والوقاية من مضاعفاتها من خلال عدة وسائل علاجية، منها التدخلات الجراحية والعلاج الطبيعي والتأهيل البدني، يعني ذلك أنه لا توجد حالات شفيت من الصلب المشقوق المشقوق بصورة نهائية لكن توجد حالات تحسنت بالعلاجات.
ويعتمد مدى تحسن الطفل على موضع الإصابة في العمود الفقري وشدتها وسرعة تلقي العلاج، فبعض الأطفال الذين يعانون إصابة خفيفة قد لا يعانون أعراضًا خطيرة بينما الأطفال الذين لديهم تشوهات شديدة في العمود الفقري قد يحتاجون إلى رعاية صحية مدى الحياة.
وعلى كل حال، لقد شهدت السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في الطب الجراحي والتأهيلي ما مكّن عديد من الأطفال المصابين بالصلب المشقوق من التعايش مع التحديات التي فرضتها الإصابة بصورة أفضل.
تعرف على : علاج الصلب المشقوق عند الأطفال
ما التحديات التي يواجهها الأطفال المصابين بالصلب المشقوق؟
بعد التعرف على هل يوجد حالات شفيت من الصلب المشقوق يواجه الأطفال المصابون بالصلب المشقوق تحديات متعددة تؤثر في حياتهم اليومية تختلف على حسب شدة الحالة والمضاعفات المصاحبة، وتشمل هذه التحديات ما يلي:
ضعف الحركة والشلل الجزئي أو الكلي
يعاني عديد من الأطفال المصابين شلل جزئي أو كلي في الأطراف السفلية، ما يؤثر في قدرتهم على المشي أو الوقوف، لذا يحتاج معظمهم إلى أجهزة مساعدة مثل المشايات أو الكراسي المتحركة لتعينهم على الحركة.
وهنا يأتي دور العلاج الطبيعي والتأهيل الحركي، إذ يساعد على تقوية العضلات وتحسين الحركة، كما يساهم في تعليم الأطفال كيفية استخدام الأجهزة المساعدة.
تشوهات هيكلية
في بعض الأحيان، يتسبب الصلب المشقوق في مشكلات في العمود الفقري مثل الجنف، ما يتطلب علاجًا طبيعيًا أو تدخلًا جراحيًا لتصحيح الوضع، وقد يعاني بعض الأطفال أيضًا تشوهات في القدمين تؤثر في المشي والتوازن مما يؤثر في معدلات زيادة حالات شفيت من الصلب المشقوق.
الاستسقاء الدماغي وصعوبات التعلم
يعاني أكثر من 80% من الأطفال المصابين بالصلب المشقوق الاستسقاء الدماغي (المياه على المخ)، وقد يؤدي ذلك إلى مشكلات في الذاكرة والتركيز والإدراك
ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى برامج تعليمية خاصة أو معلمين مدربين على التعامل مع حالاتهم بسبب تأخرهم الإدراكي أو صعوبات التعلم.
بالإضافة لهذا قد يخضع بعض المصابين للتدخل الجراحي لتركيب صمام من أجل تصريف السائل الدماغي إلى تجويف آخر بالجسم، مثل البطن أو القلب وتخفيف الضغط على الدماغ
انظر ايضا : شكل الصلب المشقوق
عدم القدرة على التحكم في المثانة والأمعاء
قد تؤثر الإصابة في قدرة الطفل على التحكم في التبول والتبرز، ما يتطلب العلاج استخدام القسطرة البولية أو تناول بعض الأدوية أو حتى التدخل الجراحي لتحسين وظائف المثانة والأمعاء.
عدم الثقة بالنفس وصعوبة التكيف مع الآخرين
يواجه الأطفال تحديات في الاندماج مع أقرانهم بسبب اعتمادهم على الكراسي المتحركة أو الأجهزة الطبية، وقد يتعرضون إلى التنمر في بعض الحالات وتتأثر ثقتهم بأنفسهم.
لذا الدعم النفسي من المهم في حالتهم لمساعدتهم على التأقلم مع التحديات اليومية كما أن مشاركتهم في الأنشطة الترفيهية والرياضية المناسبة يمكنهم من الاندماج مع الآخرين.
كيفية التغلب على التحديات للمصابين بالصلب المشقوق
تختلف تجارب الصلب المشقوق من حالة لأخرى تبعًا لشدة الحالة ومستوى الرعاية الطبية، ولقد استطاع بعض الأطفال المصابين عيش حياة مستقلة تشوبها بعض التحديات البسيطة بينما يحتاج آخرون إلى رعاية طبية مستمرة، لكن في كل الأحوال لا توجد حالات شفيت من الصلب المشقوق نهائيًا.
وتشتمل العوامل التي تساعد على التغلب على تحديات الصلب المشقوق وتحسين جودة حياة المرضى ما يلي:
- العلاج المبكر والتدخل الطبي يساعد على تقليل المضاعفات وزيادة فرصة الطفل في عيش حياة مستقلة.
- العلاج الطبيعي والتأهيلي يساهم في تحسين القدرة الحركية و زيادة النسبة من حالات شفيت من الصلب المشقوق.
- الدعم النفسي والاجتماعي يساعد الأطفال على بناء الثقة بالنفس والتكيف مع المجتمع.
- توفير بيئة تعليمية داعمة يسهل التعلم والتغلب على الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأطفال.
اقرا ايضا : جراحات تقويم العظام والعمود الفقري
أسئلة شائعة
هل توجد حالات شفيت من الصلب المشقوق؟ لم يكن السؤال الوحيد الذي يطرحه الأهالي من لديهم أطفال مصابون بهذه الحالة، بل توجد أسئلة أخرى نجيب عن بعضها فيما يلي:
هل يمشي طفل الصلب المشقوق؟
إمكانية المشي لدى الطفل المصاب بالصلب المشقوق تعتمد على شدة الإصابة وموقعها في العمود الفقري، ففي الحالات الخفيفة قد يستطيع الطفل المشي بمساعدة الأجهزة الداعمة مثل المشايات، أما في الحالات الشديدة، خاصة عند تأثر الأعصاب الحركية يحتاج الطفل إلى كرسي متحرك.
هل الصلب المشقوق وراثي؟
يرتبط حدوث الصلب المشقوق بعوامل جينية وبيئية، فإذا كان يوجد تاريخ عائلي للحالة، فقد تزداد احتمالات الإصابة بها، كما يؤدي نقص الفوليك أثناء الحمل دورًا في حدوثه لذا يُنصح السيدات الحوامل بتناول حمض الفوليك خاصة في الثلث الأول من الحمل للوقاية من الإصابة.
كم تبلغ أعمار مرضى الصلب المشقوق؟
تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى الصلب المشقوق تبعًا لشدة الحالة وما تسببه من مضاعفات، إلا أن معدلات البقاء قد ارتفعت عن الماضي بفضل التقدم الطبي في الوقت الراهن.
خلاصة القول، بالرغم من عدم وجود علاج نهائي أو حالات شفيت من الصلب المشقوق تمامًا، يمكن بالتدخل العلاجي المبكر والدعم الأسري، تمكين الأطفال المصابين من مواجهة التحديات والوصول إلى أفضل النتائج.
لا تدع الأمل يغيب عنك، فكل حالة لها خصوصيتها، ومع التقدّم الطبي أصبحت هناك عوامل قد تُحدث فرقًا حقيقيًا في رحلة التعافي و الزيادة من حالات شفيت من الصلب المشقوق . إن كنت تبحث عن رأي طبي و موثوق يساعدك على فهم الحالة واتخاذ القرار السليم، تواصل مع الدكتور محمد مصطفى حسني – استشاري عظام الأطفال – وابدأ أولى خطواتك نحو حياة أفضل. لا تتردد، واستشر الآن!
و يمكنك ايضا زيارة صفحة الدكتور على الفيسبوك و التعرف على الحالات التي تحسنت بشكل ملحوظ و نتائجها
اقرا المزيد عن :