يعد الشلل الدماغي السبب الشائع لاضطرابات الحركة في الطفولة، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، يصيب هذا المرض 1-4 من كل 1000 طفل حول العالم.
وتختلف أعراض الشلل الدماغي من طفل لآخر ولكن تظهر في صورة صعوبات في إمساك الأشياء أو الحركة والمشي وقد تصل إلى صعوبات في الإدراك والتعلم والنطق ومشاكل في العمود الفقري والمفاصل والأسنان>
وهنا السؤال هل من حالات شفيت من الشلل الدماغي؟ هذا ما نتعرف إليه في مقالنا اليوم.
هل من حالات شفيت من الشلل الدماغي؟
الشلل الدماغي هو تلف في جزء المخ المسئول عن حركة الجسم وتنسيقها، وتعد 90% من حالات الشلل الدماغي خلقية أي تحدث ما قبل الولادة أو في أثنائها أو في الشهر الأول من الولادة، ولكن قد تحدث بعض الحالات في وقت لاحق من العمر بسبب الإصابات أو العدوى.
وكما ذكرنا أن الشلل الدماغي يسبب اضطرابات في حركات الجسم وتنسيقها، وتختلف شدة الأعراض من طفل لآخر لكن في كل الأحوال لا توجد حالات شفيت من الشلل الدماغي نهائيًا، ويقتصر دور العلاجات في مساعدة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي على تحسين مهاراتهم الحركية وقدراتهم على التواصل.
اقرا ايضا : علاج الشلل الدماغي
ما أهداف علاج الشلل الدماغي عند الأطفال؟
رغم أنه لا توجد حالات شفيت من الشلل الدماغي بالكامل، يتشارك الأطباء من التخصصات المختلفة معًا لوضع نهج علاجي مناسب للطفل المصاب على حسب الأعراض التي تظهر عليه ومدى خطورتها، الهدف منه الآتي:
- تحسين وتطوير المهارات الحركية للطفل.
- مساعدة الطفل على القيام بمهامه اليوم بدون مساعدات.
- تخفيف الألم والتشنجات العضلية.
- تطوير المهارات المعرفية والاجتماعية للطفل.
- منع المضاعفات مثل تشوهات المفاصل والعمود الفقري.
اقرا ايضا : علاج اعوجاج العمود الفقري
ماذا يتضمن علاج الشلل الدماغي؟
تتضمن وسائل علاج الشلل الدماغي ما يلي:
الأجهزة المساعدات
تشمل الوسائل المعينة على الحركة مثل العكازات والمشايات والكراسي المتحركة والنظارات ومعينات السمع لمن يؤثر الشلل الدماغي في قدرتهم على السمع والرؤية.
الأدوية
يصف الطبيب مرخيات العضلات مثل الباكلوفين و دانترولين لتخفيف التشنجات العضلية والألم الناتج عنها.
الجراحة
قد يخضع الطفل المصاب بالشلل الدماغي لبعض جراحات العظام مثل تحرير العضلات المشدودة أو علاج مشاكل المفاصل والعمود الفقري لتخفيف الألم وتحسين الحركة.
وقد يقترح بعض الأطباء زرع مضخة الباكلوفين تحت الجلد في منطقة البطن لضخ الباكلوفين تلقائيًا إلى السائل النخاعي الموجود بالحبل الشوكي، ويساعد ذلك على تقليل التشنجات العضلية.
العلاج الطبيعي
يركز العلاج الطبيعي على تحسين الحركة وتقوية العضلات وتعزيز التوازن والمشي، وتطوير مهارات الطفل للقيام بالمهام الحياتية اليومية مثل الأكل وارتداء الملابس وغيرهما مما يزيد من نسبة حالات شفيت من الشلل الدماغي.
علاج النطق
يساعد على علاج صعوبات الكلام وتحسين التواصل للأطفال المصابين بالشلل الدماغي ولديهم مشاكل في التحدث.
اقرا ايضا : علاج تقوس الساقين عند البنات
هل يتفاقم الشلل الدماغي مع مرور الوقت؟
“لطالما لا توجد حالات شفيت من الشلل الدماغي نهائيًا، هل هذا المرض يتفاقم مع مرور الوقت؟” هذا السؤال هو لسان حال كل من لديه طفل يعاني الشلل الدماغي.
حقيقة الشلل الدماغي كونه تلفًا في المخ يعني أنه لا يتطور أو يتفاقم مع مرور الوقت ولكن قد يُهيئ للأبوين ظهور أعراض جديدة على الطفل مع تقدمه في العمر أو أن الأمر يزداد سوءًا ويواجه الطفل صعوبة في القيام ببعض الأنشطة بمرور الوقت، لكن هذه التغيرات نتيجة نمو الطفل فتتغير احتياجاته ومهاراته الحركية وليس لتطور المرض.
وأيضًا قد يعاني بعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي مضاعفات مثل تشنجات العضلات أو مشاكل في المفاصل، وقد تزداد سوءاً مع مرور الوقت إذا لم تُعالج بصورة صحيحة.
انظر ايضا : ضمور المخ عند الرضع
دور الأسرة في رحلة علاج الشلل الدماغي عند الأطفال
للأسرة دور محوري وأساسي في رحلة علاج الطفل المصاب بالشلل الدماغي و زيادة عدد حالات شفيت من الشلل الدماغي ، فهي الداعم الأول للطفل ومصدر ثقته واطمئنانه لذا ينبغي على الأبوين ما يلي:
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتشجيعه للتغلب على التحديات التي يواجهها يوميًا.
- الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي وعلاج النطق وغيره وتطبيق التمارين والأنشطة التي يوصي بها الأطباء في المنزل للوصول إلى أفضل النتائج.
اقرا ايضا : علاج اختلاف طول الساقين
هل يوجد ما بوسعنا فعله لحماية أطفالنا من الإصابة الشلل الدماغي؟
يمكن الوقايه من بعض حالات الشلل الدماغي عن طريق مما يلي:
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب في أثناء الحمل وتناول الفيتامينات الموصى بها وتجنب التدخين والكحوليات والمخدرات.
- الولاده في مستشفى مجهز جيدًا.
- الحصول على التطعيمات التي تحمي من بعض أنواع العدوى المسببة للشلل الدماغي مثل الحصبة الألمانية.
- العلاج الفوري لأي مضاعفات في أثناء الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم وانفصال المشيمة.
لا تساعد هذه النصائح في الوقاية من كل الحالات التي تسبب الشلل الدماغي عند الأطفال و لكنها قد تزيد من بعض من حالات شفيت من الشلل الدماغي، وذلك لأن بعض الأسباب لا يمكن الوقاية منها ومن أبرزها التشوهات الجنينية.
ختامًا نوجه نصيحة للأسر ممن لديهم طفل مصاب بالشلل الدماغي، قد تبدو الرحلة طويلة وشاقة لكن لا داعي لليأس والاستسلام وعليكم بالصبر والمثابرة، فرغم أنه لا توجد حالات شفيت من الشلل الدماغي، تغلب البعض على إعاقتهم واستطاعوا تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
فعندما تقل عزيمتكم نوصيكم بقراءة تلك القصص الملهمة وترديدها على مسامع الأطفال المصابين بالشلل الدماغي لبث الأمل في نفوسهم وتجديد همتهم و اذا اردتم التعرف اكثر على ابرز طرق علاج الشلل الدماغي يمكنك التواصل مع الدكتور محمد مصطفى حسني عبر الارقام الموضحة على الموقع .
اقرا المزيد :