عند الحديث عن الفلات فوت، هناك خطأ شائع هو الاعتقاد بأن “الفلات فوت” نوع واحد لا يتغير من شخص لآخر، إلا أن هذا غير صحيح، إذ يُشكّل فهم الفرق بين الفلات فوت العظمي واللحمي خطوة هامة للمرضى خلال رحلة التشخيص والعلاج وحتى التوقعات المستقبلية.
في هذا المقال، موضح ماهو الفلات فوت العظمي، ونستعرض الفرق بين الفلات فوت العظمي واللحمي بصورة تفصيلية وعلمية.
الفرق بين الفلات فوت العظمي واللحمي
الفلات فوت، أو القدم المسطحة، يُصنّف إلى نوعين رئيسيين: العظمي واللحمي.
يرتبط الفلات فوت اللحمي بضعف الأنسجة الرخوة والعضلات الداعمة لقوس القدم، وهو غالبًا ما يكون مرنًا ويظهر عند الوقوف فقط.
يشيع الفلات فوت اللحمي بصورة طبيعية بين الأطفال الصغار (حتى سن الخامسة أو السادسة)، إذ يكون قوس القدم لايزال في طور النمو، ولا يشير ذلك إلى أي حالة مرضية.
مع ذلك، قد يستمر الفلات فوت اللحمي لمدة أكبر من ذلك، مما يستدعي علاجه عن طريق العلاج الطبيعي وتقوية العضلات.
اقرا ايضا : تجربتي مع الفلات فوت
ما هو الفلات فوت العظمي؟
من الناحية الأخرى، ينتج الفلات فوت العظمي عن خلل في تكوين العظام أو التحام بعض عظام القدم، مما يؤدي إلى غياب التقوس الطبيعية بصورة دائمة.
وعلى عكس الفلات فوت اللحمي، لا يتحسن الفلات فوت العظمي بالعلاج الطبيعي، بل يتطلب تدخلًا جراحيًا في الحالات التي تسبب أزمة للمريض.
الفرق بين الفلات فوت العظمي واللحمي من حيث الأعراض
تختلف أعراض الفلات فوت العظمي عن اللحمي بصورة واضحة، ويمكن التمييز بينهما من خلال عدة علامات.
في حالة الفلات فوت العظمي، يشعر المصاب بتيبّس في مفصل القدم، خصوصًا عند محاولة تحريك الكعب أو رفع القدم، ويتركز الألم عادةً في الجهة الداخلية للكاحل، وقد يمتد إلى الساق بسبب التحام العظام وعدم مرونة الحركة.
أيضًا يُلاحظ أن القدم ثابتة في شكلها المسطّح سواءً عند الوقوف أو حتى عند الجلوس، وتكون حركتها محدودة أو مؤلمة.
أما في الفلات فوت اللحمي، فالأعراض غالبًا ما ترتبط بالإجهاد أو الوقوف لفترات طويلة، إذ يظهر الألم بصورة تدريجية في باطن القدم أو الكاحل، لكن القدم تبقى مرنة ويمكن رؤيتها تستعيد جزءًا من التقوّس عند رفعها أو عند الجلوس، كما أن شكل القدم يتغيّر بين الراحة والتحميل، وهو ما لا يحدث في النوع العظمي.
هذا الفارق الجوهري في مرونة القدم وتحديد موضع الألم يساعد في التفرقة بين النوعين بدقة.
تعرف على : أفضل دكتور لعلاج الفلات فوت
الفرق بين الفلات فوت العظمي واللحمي من حيث التشخيص
يعتمد تشخيص الفلات فوت على الفحص السريري وتحليل نمط الوقوف والمشي، إذ يستخدم الطبيب اختبارات محددة لتحديد مرونة القدم، مثل اختبار الوقوف على أطراف الأصابع.
في حالات الاشتباه بالفلات فوت العظمي، تُستخدم الأشعة السينية لتحديد التحام العظام أو التشوهات في هيكل القدم، بينما يساعد الرنين المغناطيسي في تقييم الأنسجة الرخوة عند الشك بوجود فلات فوت لحمي.
مضاعفات الفلات فوت
بعد توضيح طبيعة وأعراض كلا الحالتين، يصبح من المهم أن نتطرق إلى الفرق بين الفلات فوت العظمي واللحمي من حيث المضاعفات المحتملة.
مضاعفات الفلات فوت العظمي
يسبب الفلات فوت العظمي مضاعفات أكثر تعقيدًا مقارنة باللحمي، نظرًا إلى ارتباطه بتشوّه هيكلي دائم في عظام القدم. ومن أبرز مضاعفاته:
- حدوث تشوه دائم في شكل القدم.
- ضعف مزمن في التوازن.
- صعوبة الحركة بسبب تيبّس المفاصل.
كما قد يمتد الأثر إلى المفاصل الأخرى، مثل الركبة والحوض والعمود الفقري نتيجة تغيّر ميكانيكية المشي.
انظر ايضا : علاج الفلات فوت عند الاطفال
مضاعفات الفلات فوت اللحمي
أما الفلات فوت اللحمي، فمضاعفاته غالبًا ما تكون وظيفية، مثل:
- الشعور بالألم المستمر بعد الوقوف أو المشي لفترات طويلة.
- التهاب الأوتار.
- ظهور تشققات في باطن القدم بسبب التوزيع غير المتوازن للضغط.
المضاعفات هنا لا ترتبط بتشوهات دائمة في العظام، ويمكن السيطرة عليها غالبًا من خلال تقوية العضلات وارتداء الأحذية الطبية.
قد يهمك قراءة : عملية الفلات فوت للأطفال
كيف أعرف نوع الفلات فوت؟
إذا كنت تتساءل: كيف أعرف أن قدمي مسطحة أو مقوسة؟ فإليك الإجابة، إذا لاحظت أن قدمك لا تستعيد تقوسها عند رفعها عن الأرض، فقد يكون النوع عظميًا، أما إذا تغيّر شكل القدم عند الجلوس أو رفع القدم، فالأرجح أنه لحمي.
مع ذلك، يتطلب التشخيص الدقيق فحصًا سريريًا وفحوصات تصويرية على يد الطبيب المتخصص
أيهما أخطر: الفلات فوت العظمي أم اللحمي؟
الفلات فوت العظمي أخطر، لأنه يسبب تشوهات ثابتة في بنية القدم ويصعب علاجه بدون تدخل جراحي. أما اللحمي، فهو أقل خطرًا ويمكن تحسينه بالتمارين والأحذية الطبية.
هل يمكن أن يتحوّل الفلات فوت اللحمي إلى عظمي؟
لا، الفلات فوت العظمي ناتج عن عيب هيكلي لا يتطور من اللحمي، إلا أن تفاقم اللحمي قد يسبّب أعراضًا مشابهة.
هل يحتاج الفلات فوت اللحمي إلى جراحة؟
نادراً، إذ أن العلاج الطبيعي وتعديل نمط الحياة كافيان في معظم الحالات.
خاتمة
فهم الفرق بين الفلات فوت العظمي واللحمي لا يساعد فقط في التشخيص، بل يؤثر بصورة مباشرة في أسلوب العلاج والوقاية، وإغفال هذا الفرق قد يؤدي إلى اختيارات علاجية غير دقيقة وربما مضاعفات دائمة.
إذا كنت تتساءل عن الفرق بين الفلات فوت العظمي واللحمي، فلا تتجاهل الإشارات المبكرة، واستشر الدكتور محمد مصطفى حسني عبر الارقام الموضحة على الموقع لتحديد النوع والتعامل الصحيح مع الحالة.
اقرا المزيد عن :